كتب جيري شيه وميريام بيرجر وليور سوروكا أن آمال التوصل إلى اتفاق سلام في غزة تواجه مرحلة حساسة بعد أن أعلنت حركة حماس قبولها خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 20 بندًا بشروط، متعهدة بالإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل مفاوضات تفصيلية حول انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
وأفادت واشنطن بوست بأن إسرائيل واصلت غاراتها الجوية على أهداف داخل غزة فجر السبت رغم دعوات ترامب لوقف "فوري" للقصف بعد إعلان حماس موافقتها المشروطة. وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن بلاده ستبدأ "التنفيذ الفوري" للمرحلة الأولى من الخطة، لكنه تجنّب الاستجابة المباشرة لمطلب وقف إطلاق النار.
قال مسؤولون صحيون إن خمسة أشخاص قُتلوا خلال الليل، ليرتفع عدد الضحايا خلال 24 ساعة إلى 66 شخصًا، بحسب زاهر من وزارة الصحة في غزة. واستمر القصف رغم الدعم المبدئي من الطرفين للخطة، ما يعكس هشاشة المسار التفاوضي المقبل.
يتوقع أن تبدأ جولات تفاوض مكثفة حول تفاصيل الخطة التي صاغ نتنياهو معظم ملامحها قبل إعلانها، بينما تصرّ حماس على تعديلها لتشمل رؤيتها ومصالحها. وتنص الخطة على انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجيًا على مراحل، شرط أن تسلّم حماس أسلحتها. لكن الحركة طالبت بضمانات أقوى بشأن الانسحاب الإسرائيلي وبنقاش حول مستقبل الدولة الفلسطينية الموحدة، وهو ما يُعد من أكثر المطالب حساسية بالنسبة لإسرائيل.
في بيان مقتضب قبل الفجر، أبدى نتنياهو استعداده للعمل مع ترامب لكنه شدد على التزامه بـ"المبادئ التي وضعتها إسرائيل والمتسقة مع رؤية الرئيس ترامب"، في إشارة إلى رفضه تقديم تنازلات لحماس.
قال الجيش الإسرائيلي إنه تلقى أوامر برفع الجاهزية لتأمين عملية الإفراج عن الرهائن وحماية القوات في الميدان، مضيفًا أنه سيوقف الهجوم البري على مدينة غزة ويكتفي بالعمليات الدفاعية في الوقت الراهن، وفق مصدر مطّلع.
وبعد أيام من الضغط على حماس وتحذيره من أن "الجحيم سينفجر" إذا رفضت العرض، غيّر ترامب لهجته بعد قبول الحركة المشروط مساء الجمعة. وكتب على منصة "تروث سوشيال" أن "على إسرائيل أن توقف القصف فورًا حتى يُعاد الرهائن"، معربًا عن اعتقاده بأن "حماس مستعدة لسلام دائم".
تتحول الأنظار الآن نحو نتنياهو، الذي قال سابقًا إن الحرب ستنتهي بمجرد إعادة جميع الرهائن ونزع سلاح حماس. ويرى محللون أن ردّ الحركة الجديد سيختبر مدى جدية نتنياهو في إنهاء الحرب، خصوصًا تحت ضغط ترامب والرأي العام الإسرائيلي الداعم لوقفها إذا تحققت تلك الشروط.
قال جوناثان بانكوف، الباحث في مجلس الأطلسي، إن "نتنياهو سيجد نفسه أمام اختبار حقيقي إذا أبدت حماس استعدادًا جادًا للإفراج عن جميع الرهائن"، مضيفًا أن "الرئيس ترامب أعاد فتح الباب للتفاوض على الخطة التي كان نتنياهو يراها غير قابلة للنقاش".
في غزة، حذّر المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل السكان من محاولة الانتقال إلى المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل في مدينة غزة، حيث يستمر القصف وتعجز فرق الإنقاذ عن الوصول إلى الجرحى. وكانت إسرائيل قد أعادت قطع شمال غزة عن جنوبها مطلع الأسبوع في إطار تصعيد هجومها على المدينة.
يشعر كثير من الفلسطينيين في غزة بتشاؤم عميق تجاه فرص نجاح هذه الهدنة بعد فشل اتفاقين سابقين ومرور عامين من القصف الإسرائيلي الذي وصفته لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة وعدد من الباحثين بـ"الإبادة الجماعية".
وقال الصحفي المحلي هارون الكرنِب، الذي نزح من رفح، إنه لا يتوقع نهاية وشيكة للحرب بعد تجربتين سابقتين لاتفاقات انهارت سريعًا، مشيرًا إلى أن "كثيرًا من الاتفاقيات تُعقد وفي النهاية لا يوجد التزام حقيقي". وأضاف أن "حماس لن تسلّم جميع الرهائن لأنها ستفقد ورقة الضغط الوحيدة، كما أن إسرائيل لا تبدو جادة في إنهاء حملتها على غزة".
واختتم الكرنِب حديثه بحسرة قائلاً: "ما فيش ثقة، تعبنا من كل الوعود والاتفاقات الفاشلة. يا رب، تعبنا."
https://www.washingtonpost.com/world/2025/10/04/israel-hamas-war-peace-plan-netanyahu/